مرض السكري والجماع أي علاقة تجمع بينهما ؟

يُعتبر مرض السكري واحدًا من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا بالعالم. حيث يعاني منه الرجال والنساء على حد السواء على عكس الإعتقاد الشائع بكونه على الرجال بشكل أكبر. إذ تجد أكثر من 35 مليون شخص تقريبًا من مختلف الفئات العمرية يعانون من مرض السكري. وبالرغم من أنه مرض يمكن التعايش معه والتحكم فيه، إلا أنه يكون من الصعب التعايش مع النوع الثاني من مرض السكري؛ لأنه يؤثر على العديد من الأمور الحياتية والصحية ومنها الجنس. فما مدى الارتباط بين مرض السكري والجماع ؟

قد يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى الإصابة بضعف الأعصاب، فضلًا عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية. ما يؤثر سلبًا على ممارسة العلاقة الحميمة لدى كل من الرجال والنساء. لكن هذا لا يعني أن مريض السكري لن يستطيع التمتع بعلاقة جنسية طبيعية. فالالتزام بالعلاج بانتضام و الحفاض على النظام الغذائي الصحي يساهم بشكل كبير غلى ضبط مستوى السكر في الدم

ما هي العلاقة بين مرض السكري والجماع؟

العلاقة بين مرض السكري والجماع وطيدة جدا، حيث يشعر كثير من المرضى بالقلق حول قدرتهم الجنسية و على امكانية ممارسة الجماع بمجرد تشخيص إصابتهم بمرض السكري. حيث نجد أن أغلب الأشخاص المُصابين بداء السكري يُعانون من الضعف الجنسي.

هذه العلاقة التي تجمع مرض السكري بالقدرة الجنسية لم تنتج فراغ وإنما وثقت بتجارب علمية. حيث أجريت دراسة على 200 شخص مصاب بمرض السكري من الدرجة الثانية. ليتبين أن 170 شخص منهم قد واجهوا بالفعل مشكلات في العملية الجنسية أي ما يقدر بنسبة 83%.

لكم بالرغم من ذلك فإن الالتزام والإنضباط بالخطة العلاجية التي يحددها الطبيب المختص. واتباع نمط حياة صحي، يساعدان بشكل كبير على ممارسة العلاقة الحميمة والقيام بالجماع بشكل طبيعي تمامًا. أما إذا لم يتم التحكم في مستوى السكر في الدم، وظل مرتفعًا لفترة طويلة. فهذا قد يؤثر بشكل سلبي على القدرة الجنسية لدى كل من الرجل والمرأة.

هل مرض السكر يؤثر على العلاقة الزوجية عند النساء؟

بالرغم من أن تأثير مرض السكري على الجماع و القدرة الجنسية بشكل عام يكون عند الرجال بشكل أكبر منه مقارنة بالنساء، إلا أنه يصيب المرأة أيضًا بالضعف الجنسي، وقد يعيق استمتاعها بالعلاقة الجنسية، وفيما يأتي أهم المشكلات التي قد تواجه المرأة فيما يخص مرض السكري والجماع:

• جفاف المهبل: تسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة لمرض السكري في جفاف المهبل، ما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة أو الألم أثناء العلاقة الزوجية.
• انخفاض الاستجابة الجنسية: يسبب السكري في ضعف تدفق الدم للأوعية الدموية، بما فيها الأوعية الموجودة بالأعضاء التناسلية، ما يسبب بدوره في ضعف الشعور بها. وبالتالي عدم القدرة على الوصول للنشوة الجنسية.
• الشعور بالألم في أثناء الجماع: قد يتسبب السكري في عدم القدرة على إرخاء عضلات المهبل بالشكل الكافي الذي يسمح بالجماع بشكل طبيعي. الأمر الذي يؤدي لإحساس المرأة بالألم أثناء العلاقة الحميمة.
• فقدان الرغبة الجنسية: تحدث ضعف الرغبة الجنسية بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة للسكري، بالإضافة إلى أن عدم استطاعة المرأة على الوصول للنشوة الجنسية. وشعورها بالألم أثناء الجماع، قد يكون له تأثير نفسي كبير في ضعف رغبتها الجنسية أو انعدامها نهائيا.
• الالتهابات المهبلية المتكررة: يرتبط السكري بتكرر الإصابة بالتهابات المهبل، ما يسبب شعورًا بالحرقة أثناء الجماع أو التبول، كما أنه قد يسبب تلفًا بأعصاب المثانة. ما قد يؤدي إلى سلس بولي أثناء ممارسة العلاقة الجنسية. تشير دراسات طبية أيضًا إلى أن النساء المصابات بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية، الأمر الذي قد يجعل العلاقة الحميمة بالنسبة للمرأة مؤلمة وغير مريحة.

ما مدى تأثير مرض السكري على القدرة الجنسية عند الرجال:

يؤثر ارتفاع مستوى السكر بالدم في ضعف الأعصاب والأوعية الدموية، الشيء الذي من يحد من قوة تدفق الدم للأعضاء التناسلية. مما يسبب بدوره في عدم قدرة الرجل على الانتصاب قبل مباشرة العلاقة الحميمة أو خلالها الجماع.

حيث بعتبر ضعف الانتصاب من أكثر المشكلات التي تواجه الرجال المصابين بمرض السكري. حيث نجد أزيد من 50% تقريبًا من الرجال المصابين بداء السكري يعانون من الضعف الجنسي. و يشمل تأثير مرض السكري على قدرة الجماع ما يأتي:

• عدم القدرة على القذف: يسبب اعتلال الأعصاب المصاحب لداء السكري، وفقدان الإحساس بالعضو الذكري. إلى صعوبة في القذف، و صعوبة في الوصول للنشوة الجنسية.
• القذف الرجعي: القذف الرجعي هو أحد المشكلات الجنسية الأخرى التي قد يعاني منها الرجال نتيجة لمضاعفات مرض السكري من الدرجة الثانية. وفيها يُقذف السائل المنوي في المثانة بدلاً من خروجه من القضيب وهذا ما يسمى بالقذف الرجعي. إذ يؤثر ارتفاع مستوى السكر في قدرة العضلات على إغلاق المثانة أثناء القذف. ما يتسبب في القذف إلى الوراء.

ما ذكرناه لا يعني أن مريض السكري لا يمكنه الاستماع بعلاقة حميمة طبيعية. لكون أن الحفاظ على مستوى السكر من خلال تلفي العلاج والنظام الغذائي الصحي المتوازن. يساعد على المريض على ممارسة الجماع بشكل طبيعي عند المرأة والرجل على حد السواء.

ما هي أسباب قوة العلاقة بين مرض السكري والجماع؟

ترجع قوة العلاقة التي تجمع بين مرض السكري والجماع، بمجموعة من الأسباب ومن أبرزها الآتي:

• تأثير مرض السكري على النظام الغذائي: عندما يتأثر النظام الغذائي بشكل سلبي ينتج عن ذلك ضعف ومشكلات صحية كثيرة، ومنها التأثير على القدرة الجنسية. وذلك لاعتبار الغذاء الصحي هو الداعم الأساسي لصحة الجسم.
• تناول الأدوية: العديد من الأدوية التي يتناولها مريض السكر تأثر على الرغبة الجنسية لديه.
• الشعور بالتعب والخمول: يعتبر مرض السكري من الأمراض التي تؤدي إلى إصابة الجسم بالإرهاق.
• الشعور بالتوتر والقلق: وهي من الأمور النفسية المؤثرة على الصحة الجنسية؛ لأن الشخص القلق والمتوتر يجد صعوبة في ممارسة العلاقات الحميمة بشكل طبيعي.
• عدم الإحساس ببعض الأعضاء التناسلية: نتيجة الإصابة بمرض السكري  قد يسبب للمريض الشعور بالخدر أو التنميل الذي يعيق ممارسة العلاقة الجنسية.
• ظهور مشكلات خاصة لدى النساء: يؤثر مرض السكري على النساء ببعض المضاعفات السلبية. كما سبق وضحنا أعلاه مثل: جفاف المهبل، و الشعور بالالم أثناء الجماع، إضافة لضعف الرغبة الجنسية.

وفي الختام، نرجو أن يكون هذا المقال والذي تضمن بين سطوره على كل ما قد يفيدك فى التعرف على العلاقة التي تجمع بين مرض السكري والجماع.

اتمنى من القلب الخالص ان ينال هذا المقال استحسانك واعجابك. ولا تنسى مشاركته مع اصدقائك و رفقائك على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. ولقائنا يتجدد في مقال و موضوع آخر على منصتنا ويكى عناية إن شاء الله.