يعرف النحف أو الضعف على أنه انخفاض وزن جسم الشخص إلى ما دون الوزن الطبيعي المحدد بناءا على عمره وطوله، ويتم تحديده بالاعتماد على مؤشر كتلة الجسم، ومن المعروف أنه إذا كان مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 للشخص البالغ فذلك يعني أن الوزن دون الحد الطبيعي.
الوزن أقل من الحد الطبيعي له عدة أسباب ، ففي بعض الحالات قد تكون هناك أمراض معينة أو تاريخ وراثي يمنع الشخص من اكتساب الوزن ، ويمثل انخفاض الوزن مخاوف على صحة الشخص ، تماما مثل زيادة الوزن. إذ وجد أن نقص الوزن يمكن أن يؤثر سلبا على الحاجة إلى العناصر الغذائية التي تساهم في تكوين العظام والجلد والشعر.
فما هي أسباب النحف؟ و ما هي أعراضه ؟ و كيف يمكن علاجه و التخلص منه ؟ كل هذا ستجد جوابه في المقال أسفله.
ما هي أسباب النحف ؟
يتمتع العديد من الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن بصحة جيدة ، ويمكن أن يكون سبب فقدان الوزن مجموعة متنوعة من الأسباب ، بما في ذلك:
1- العامل الوراثي
إذا كان الشخص يعاني من نقص الوزن منذ سن البلوغ ويعاني بعض أفراد الأسرة من هذا الضعف ، فمن المحتمل أن يكون معدل الأيض في جسمه أعلى من المعتاد وقد يكون لديه شهية منخفضة بشكل طبيعي و غير كاف مما يسبب النحف.
2-النشاط البدني العالي
يمكن أن تؤثر التمارين المتكررة والشديدة على الوزن و قد تكون جزءا من وظيفة تنطوي على نشاط بدني مرتفع ونشاط وحركة عالية ، ويمكن أن يكون الشخص نشيط وكثير الحركة ، على سبيل المثال: الشخص الذي يقف على قدميه ويتحرك كثيرا قد يحرق سعرات حرارية أكثر من شخص أكثر نشاطا.
3-الإصابة بمرض جسدي أو مرض مزمن
يمكن لبعض الأمراض التي تسبب الغثيان أو القيء أو الإسهال المستمر أن تجعل زيادة الوزن صعبة ، ويمكن أن تؤدي الحالات الصحية الأخرى إلى انخفاض الشهية ، لذلك لا يرغب الفرد في تناول الطعام.
وتشمل الأمراض التي تسبب النحف ما يلي: حالة تسمى فرط نشاط الغدة الدرقية تعرف بالإنجليزية: Hyperthyroidism ، والتي تؤدي إلى ارتفاع معدلات التمثيل الغذائي ، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل غير صحي ، وحساسية القمح. أو ما يعرف بمرض الاضطرابات الهضمية Celiac diseas ؛ أنه أشد أشكال عدم تحمل الغلوتين ، وكذلك مرضى السكري ، وخاصة النوع الأول ، والسرطان واضطرابات الأمعاء مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي.
4-الإصابة بالأمراض النفسية
يمكن أن تؤثر اضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري واضطرابات الأكل ، والتي سنشرحها لاحقًا في نقطة منفصلة ، على قدرة الشخص على تناول الطعام.
5- تناول بعض الأدوية
يمكن لبعض الأدوية التي يصفها الطبيب أو الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أن تسبب الغثيان أو فقدان الوزن أو انخفاض الشهية ، مما قد يؤدي في النهاية إلى خسارة الوزن. كما أن بعض العلاجات الطبية ، مثل العلاج الكيميائي ، يمكن أن تسبب أيضا فقدان الشهية وفقدان الوزن بسبب السرطان.
6- اضطرابات الاكل
يمكن أن تؤثر اضطرابات الأكل على شهية الشخص وإدراكه وانطباعه عن الجسم، فقد تؤدي مخاوف الشخص وتدهور الصورة الذهنية لجسمه إلى الإصابة باضطرابات الأكل، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل الوزن ونقص التغذية ، ويمكن أن يكون الشخص مصابا باضطراب في الأكل إذا كان يشعر بالقلق والهم عند التفكير في تناول الطعام، أو الإحساس بأن التوتر وتدني احترام الذات يؤثران في طريقة تناوله للأكل.
من أمثلة هذه الاضطرابات: فقدان الشهية العصبي ، والذي يتمثل في تجنب الشخص تناول الطعام ، أو تقييد تناول الطعام بشدة ، أو تناول القليل جدا من بعض الأطعمة ، وقد يجد الشخص أنه يعاني من زيادة الوزن حتى عندما يكون يعاني من نقص كبير في الوزن. و تصاحب اضطرابات الأكل بعض الأعراض، ويجب تشجيع الشخص على طلب المساعدة المهنية من قبل أصدقائه وأفراد أسرته حيث يجب مراجعة هذه الاضطرابات من قبل خبراء عند ملاحظتها ، والأعراض المرتبطة ببعض اضطرابات الأكل مذكورة أدناه .
- نقصان الوزن المفاجئ وغير المبرر.
- رفض الحضور للمناسبات العائلية أو الاجتماعية.
- مظاهر العياء والإرهاق على الشخص.
- رفض تناول الطعام أمام الآخرين.
7-التدخين
يمكن للتدخين أن يثبط الشهية ويجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالضعف.
ما هي أعراض النحف ؟
إذا لاحظت أيا من الأعراض التالية ، فيجب عليك استشارة أخصائي لتحديد ما إذا كنت تعاني من النحف الشديد أم لا، وتشمل الأعراض ما يلي:
- فقدان الشهية بدون سبب واضح لفترة طويلة يمكن أن يعني اضطراب في الأكل.
- صداع مستمر
- الإرهاق الشديد والتعب من دون بذل أي مجهود بدني.
- شحوب الوجه
- انقطاع الحيض لعدة أشهر عند النساء.
- انخفاض كبير في مناعة الجسم.
- تساقط الشعر بشكل كبير ومشاكل الأسنان.
- خسارة الوزن بشكل كبير.
- قد ترتبط بعض الأعراض باضطراب الأكل ، بما في ذلك:
- رفض تناول الطعام أمام الآخرين.
- رفض المشاركة في الأنشطة العائلية.
- وجود سلوكيات لدى الفرد لم يفعلها من قبل ويجعلها سرية.
ما هي مضاعفات النحافة ؟
تتمثل مضاعفات النحافة فيما يلي :
- هشاشة العظام المبكرة
- جفاف وتشقق الجلد.
- تساقط الشعر ومشاكل الأسنان.
- عدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء.
- انخفاض الخصوبة.
- حدوث الولادات المبكرة عند النساء المصابات بالضعف.
- إبطاء النمو والتطور العقلي خاصة عند الأطفال الأقل من 3 سنوات.
- فقر الدم.
- زيادة خطر حدوث مضاعفات جراحية.
- الجفاف.
- الاكتئاب.
كيف يتم تشخيص النحف ؟
يحدث النحف عندما يكون وزن الجسم أقل من نطاق الوزن الصحي الذي يعمل فيه الجسم بشكل صحيح . ويمكن أن تتأثر صحة الجسم بشكل كبير عندما يكون الوزن خارج النطاق الصحي ، نتيجة زيادة الوزن أو فقدانه . و تنص مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على استخدام مؤشر كتلة الجسم BMI لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من النحف أو أنه يتمتع بصحة جيدة، أو أن الشخص يعاني من الزيادة في الوزن. و يمكن حساب مؤشر كتلة الجسم باستخدام المعادلة التالية:
مؤشر كتلة الجسم = الوزن (بالكيلوغرامات) ÷ الطول2 (بالأمتار)، وبناء على النتيجة يمكن معرفة التشخيص حسب النطاقات التالية:
- نقص الوزن: أقل من 18.5
- الوزن الطبيعي والصحي: 18.5-24.9
- زيادة الوزن: 25.0-29.9
- السمنة: 30 أو أكثر
ما هي خطوات التخلص من النحف ؟
في حين أن النحافة يمكن أن تكون صحية وطبيعية في كثير من الأحيان ، إلا أن نقص الوزن يمكن أن يكون مدعاة للقلق إذا كان ناجما عن سوء التغذية ، أو إذا كانت المرأة حاملا ، أو إذا كان الشخص يعاني من مشاكل صحية أخرى ، لذلك يوصى باستشارة الطبيب لإجراء التقييم . وفيما يلي خطوات لعلاج النحف.
النظام الغذائي
يعتبر تناول سعرات حرارية أكثر مما يحرقه الجسم من أهم الأشياء لزيادة الوزن ، فإذا كنت ترغب في زيادة الوزن ببطء وثبات ، فمن المستحسن زيادة السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم بمقدار 300-500 سعرة حرارية ، ولكن إذا كنت ترغب في زيادة الوزن فيجب زيادة احتياج الجسم من السعرات الحرارية اليومية بمقدار 700-1000 سعرة حرارية ، وبشكل عام ؛ يوصي باتباع نظام غذائي صحي مثل:
كثرة الأكل:
قد يشعر الشخص النحيف بالشبع أسرع من غيره ، لذلك يوصى بتناول 5-6 وجبات صغيرة في اليوم بدلا من وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة ، وقد لا يكون تناول الطعام أمرا جذابا للمرضى المصابين بفقدان الشهية الناجمة عن المشاكل الصحية أو العاطفية .و يوصى في هذه الحالة بتناول وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم لزيادة كمية السعرات الحرارية المستهلكة.
اختيار الأطعمة الغنية بالمغذيات:
يوصى باختيار الحبوب الكاملة والخبز والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان ومصادر البروتين الخالية من الدهون والمكسرات والبذور كجزء من نظام غذائي صحي شامل.
اختر المشروبات الصحية ذات السعرات الحرارية العالية
ينصح بتناول الكوكتيلات التي تحتوي على الحليب كامل الدسم والعصائر ومنتجات الألبان كاملة الدسم بالفواكه والخضروات الطازجة ، حيث تزود هذه الخيارات الجسم بالعناصر الغذائية والسعرات الحرارية على عكس المشروبات الأخرى. مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
تجنب الأطعمة الجاهزة والسريعة:
يوصى بتجنب الأطعمة عالية السعرات الحرارية المليئة بالدهون المشبعة والسكر ، مثل الشوكولاتة والكعك والمشروبات السكرية ، لأنها يمكن أن تسبب زيادة في كتلة الدهون. وكذلك ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
نصائح أخرى تتعلق بالنظام الغذائي:
يوصى بالاعتماد على وجبات منتظمة ووجبات خفيفة من حين لآخر.
المكملات الغذائية
إذا كان الشخص لا يستطيع الوصول إلى هدف زيادة الوزن من خلال الطعام ، فيمكن أن تكون المكملات الغذائية عن طريق الفم خيارا . وهناك مكملات في السوق بمجموعة متنوعة من النكهات المصممة لتوفير البروتين و الفيتامينات والسعرات الحرارية . وتجدر الإشارة إلى أن المكملات الغذائية يجب أن تعطى فقط للأشخاص الذين اجتازوا تقييما كاملا. ووجد أنهم يعانون من سوء التغذية ، لذلك يجب إحالة المريض إلى اختصاصي التغذية للحصول على المشورة بشأن ما إذا كانت المكملات الغذائية ضرورية ومناسبة لحالته ، وقد يحتاج المريض إلى تناولها لبضعة أسابيع فقط.
أسئلة قراء الموقع حول النحافة
هناك العديد من الأسئلة على منصتنا حول النحف، و سنحاول الإجابة على بعضها في السطور التالية.
و في ختام موضوع اليوم تحت عنوان “النحف “، أتمنى أن يكون المقال قد نال استحسانك ورضاك. وأن تكون تعرفت على أسباب و أعراض النحف، و على طرق معالجته و التخلص منه.
اذا أعجبك المقال قم بمشاركته مع أصدقائك وعائلتك على وسائل التواصل الاجتماعي ،و قم بزيارة موقع ويكي عناية للإستفادة أكثر من المواضيع التي لها صلة بموضوع اليوم.
