السمنه المفرطه هي واحدة من أكثر الحالات الطبية شيوعا وأكثرها صعوبة من ناحية العلاج والتصدي لها خاصة في المجتمعات الغربية حيث الى وقتنا هذا لم يتم نسبيا تحقيق سوى تقدم ضئيل فيما يخص علاج السمنة باستثناء تغيير نمط الحياة، ولكن تم جمع العديد من المعلومات المتعلقة بالعواقب الطبية التي قد تترتب عن السمنة ,فما هي السمنة المفرطة ومسبباتها و مضاعفاتها ؟ وما الكيفية المعتمدة في تشخيص هذه المشكلة الصحية؟ وما هي طرق العلاج الممكنة للقضاء عليها وسبل الوقاية منها؟ , وللاجابة عن هذه الاسئلة تابعو معنا المقال التالي .
ما هي أعراض السمنه المفرطه؟
يتم تشخيص السمنة عندما يبلغ مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر، ولتحديد مؤشر كتلة جسمك اقسم وزنك بالكيلوغرام على طولك بالمتر المربع.
فبالنسبة لمعظم الأشخاص يوفر مؤشر كتلة الجسم لهم تقديرا معقولا لدهون الجسم، ومع ذلك لا يقيس مؤشر كتلة الجسم الدهون بشكل مباشر ,لذلك قد يكون لدى بعض الأشخاص،كالرياضيين العضليين مؤشر كتلة الجسم بمعدل عالي على الرغم من عدم وجود دهون زائدة بالجسم.
ما هي أسباب السمنه المفرطه؟نمط الحياة
تتعدد مسببات السمنة المفرطة وتختلف، وأهمها الإفراط في تناول الطعام، وزيادة السعرات الحرارية، وإليك فيما يلي فقرة باهم التفاصيل حول هذه الأسباب:
الإفراط في تناول الطعام :
في حال كان معدل استهلاك السعرات الحرارية أكبر من حاجة الجسم وبدون صرف طاقة أو القيام بحركات مقابل هذا الاستهلاك, يقوم الجسم في هذه الحالة بتخزين الدهون الزائدة في الجسم بشكل متراكم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن وبالتالي الإصابة بالسمنة المفرطة.
وفيما يلي فقرة باهم الاطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والمساهمة في زيادة الوزن ومنها التالي :
الوجبات السريعة, الأطعمة المقلية, الأطعمة المحتوية على كمية كبيرة من السكريات, العصائر المصنعة, المشروبات الغازية.الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل : الخبز والأرز.
قلة النشاط البدني :
عدم ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية، اضافة الى اتباع روتين يومي خالي من الحركة والنشاط قد يقلل من معدل حرق الدهون، وبالتالي قد يؤثر سلبا على نظام عمل الهرمونات،و الجهاز الهضمي، لذا تعد هذه العوامل من أبرز مسببات السمنة المفرطة.
قلة ساعات النوم :
بينت الدراسات و الأبحاث المجراة سنة 2012 مدى التأثير السلبي لقلة النوم والمتمثل في خطر التعرض لزيادة الوزن لدى الأطفال والبالغين، ويرجع السبب خلف ذلك لتأثير قلة النوم على هرمونات الشهية، فتزيد من هرمون الغريلين الذي يزيد من الشهية لتناول الطعام, وبالمقابل تثبط هرمون ليبتين المسؤول عن تثبيط الشهية للطعام فيزيد بذلك خطر الاصابة بالسمنة.
الإصابة ببعض الأمراض :
هناك مجموعة من الأمراض التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة المفرطة، ومنها التالي:
متلازمة برادر ويلي ,متلازمة كوشينغ, قصور الغدة الدرقية, تكيس المبايض, مقاومة الإنسولين, بعض الأمراض التي تمنع الحركة، مثل: الروماتيزم.
تناول بعض الأدوية :
هناك دراسة أبانت عن أثر بعض الأدوية في زيادة الوزن عند استخدامها، وتشمل : بعض أدوية الفصام ,مضادات
التشنجات خصوصا الغابابنتين ,الأدوية الخافضة لمستويات سكر الدم ,حبوب الكورتيزون, بعض مضادات الاكتئاب.
العوامل الوراثية:
يمكن أن يزداد خطر الإصابة بالسمنة المفرطة في حالة ما إذا كان أحد الأبوين يعاني من السمنة، حيث تلعب الوراثة دورا جوهريا في تنظيم عملية توزيع الدهون بالجسم.
العوامل النفسية:
تعد العوامل النفسية من أهم مسببات السمنة المفرطة، إذ تؤثر المشاعر والعواطف بشكل عام عند بعض الأشخاص على طريقة تناولهم للطعام، ففي حالات التوتر، أو الغضب، أو الحزن قد يزيد الميول لتناول الطعام، مما قد يزيد من خطر زيادة الوزن.
ما هي مضاعفات السمنة المفرطة ؟
تشمل أبرز مضاعفات السمنة المفرطة ما يلي :
أمراض القلب والسكتات الدماغية :
تجعلك السمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول الغير الطبيعية، مما يزيد من معدل إصابتك بأمراض القلب ,والسكتات الدماغية.
داء السكري من النوع الثاني :
يمكن أن تؤثر السمنة على طريقة استخدام جسمك للأنسولين من أجل التحكم في مستويات السكر في الدم،
الأمر الذي قد يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين وداء السكري.
أنواع معينة من السرطان :
قد تزيد السمنة من خطر الإصابة بمجموعة من أمراض السرطان ومنها :سرطان الرحم ,وعنق الرحم, وبطانة الرحم، وسرطان المبيض، وسرطان المريء، وسرطان الكبد، وسرطان المرارة، وسرطان البنكرياس، وسرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم , وسرطان الكلى والبروستات.
مشكلات على مستوى الجهاز الهضمي :
تزيد السمنة من إمكانية إصابتك بحرقة المعدة, ومشكلات المرارة, وأمراض الكبد.
مشكلات وأمراض النساء والجنس :
تتسبب السمنة في اصابة النساء بالعقم, وعدم انتظام الدورة الشهرية، كما يمكن أن تسبب السمنة أيضا ضعف الانتصاب لدى الرجال.
توقف التنفس أثناء النوم :
الأشخاص المصابون بالسمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، وهو اضطراب خطير و محتمل .
أعراض مرض كوفيد 19 الشديدة :
تزيد السمنة من خطر الإصابة بالاعراض الخطيرة لفيروس كورونا، حيث قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الحالات المستعصية لكورونا إلى العلاج في وحدات العناية المركزة, أو حتى المساعدة الطبية من أجل التنفس بشكل أفضل.
كيف يتم تشخيص مرض السمنة المفرطة؟
يمكن تشخيص السمنة المفرطة من خلال اعتماد بعض التقنيات والتي تتمثل فيما يلي :
التاريخ الصحي :
قد يراجع طبيبك تاريخ وزنك، ومجهوداتك المبذولة لانقاص الوزن، والنشاط البدني، وعادات التمارين، وأنماط الأكل، ومدة تحكمك في الشهية، والحالات الأخرى التي عانيت منها، والأدوية التي تستهلكها، ومستويات التوتر، وغيرها من الأمور المتعلقة بصحتك.
فحص جسدي عام :
يشمل هذا الفحص قياس طولك، وفحص مؤشراتك الحيوية، مثل: معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة الحرارة، والاستماع إلى قلبك ,و رئتيك، وفحص بطنك .
قياس محيط خصرك :
قد تزيد الدهون المتراكمة حول خصرك والتي تسمى بالدهون الحشوية ,أو دهون البطن من خطر الإصابة بأمراض
القلب وداء السكري.
كما قد تتعرض بعض النساء اللواتي يزيد قياس محيط خصرهن أكثر من 89 سنتيمتر, والرجال الذين يزيد قياس خصرهم عن 102 سنتيمتر, إلى أضرار صحية أكثر مقارنة بالأشخاص الذين يمتلكون قياسات خصر أصغر، مثل: قياس مؤشر كتلة الجسم، حيث يجب فحص محيط خصرك مرة واحدة على الأقل .
ما هو علاج السمنة المفرطة؟
يمكن علاج السمنة المفرطة باعتماد بعض الطرق العلاجية الفعالة والتي تشمل الآتي : ممارسة التمارين الرياضية,اتباع حميات غذائية من قبل متخصصين ,استخدام بعض الأدوية والأعشاب التي تساعد على تخسيس الوزن, العمليات الجراحية، مثل: عمليات قص المعدة.
ما هي الطرق الوقائية الممكنة لتفادي خطر الإصابة بالسمنة المفرطة ؟
يمكنك تفادي خطر الاصابة بالسمنة المفرطة من خلال اتباعك لبعض النصائح والإرشادات والتي سنحاول توضيحها
في الفقرة التالية :
ممارسة الرياضة لمدة تتراوح من 15 الى 30 دقيقة يوميًا، كالمشي والسباحة, اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، اضافة الى التقليل من استهلاك الأطعمة الدهنية والحلويات،
وتجنب الكحوليات, مراقبة الوزن بشكل دائم مرة في الاسبوع كحد ادنى.
معلومات هامة عن السمنة المفرطة :
من المهم معرفة أن السمنة المفرطة هي مرض يعاني فيه الشخص من زيادة كميات الدهون في الجسم، الأمر الذي
يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى، مثل: أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وبعض أنواع
الأورام والسرطانات.
كما يقيس مؤشر كتلة الجسم “BMI” النسبة بين وزن الجسم و طوله، فالشخص الذي يفوق مؤشر كتلة الجسم
لديه 30 او اكثر يكون مصابا بالسمنة، بينما إذا كانت النسبة أزيد من 40 فهذا يدل على أن الشخص يعاني
من السمنة المفرطة.
أسئلة زوار الموقع حول موضوع السمنه المفرطه :
وللاجابة عن جل هذه الاسئلة تابعو معنا المقال التالي :
خاتمة :
وفي الختام ،نكون بمقالنا هذا قد وصلنا لنهاية حديثنا عن إحدى أهم المواضيع المصنفة الأولى في المجال الصحي الا وهي السمنة المفرطة.
كما نأمل أن يكون مقالنا اليوم قد تضمن بين طياته على كل ما قد يفيدك فى التعرف على أعراض السمنة المفرطة والاسباب والعوامل الكامنة خلف الاصابة بها والمضاعفات التي قد تترتب عنها اضافة الى طرق العلاج الممكنة للقضاء عليها وسبل الوقاية المحتملة لتفادي خطر الاصابة بها ,لاتنسى مشاركة هذا المقال مع اصدقائك وزملائك على منصات التواصل الاجتماعي فايسبوك وانستغرام ولقائنا يتجدد في موضوع آخر ومقالة أخرى على موقعنا ويكى عناية ان شاء
المولى عز وجل.