يعرف مرض الروماتويد على أنه أحد أمراض المناعة الذاتية، أي عند الإصابة به تهاجم الأجسام المضادة الموجودة في الجسم خلايا الجسم نفسه، وتجدر الإشارة إلى أن التهاب المفاصل الروماتويدي يتمثل بحدوث التهاب في المفصل والنسيج المحيط به، ويمكن أن يمتد الالتهاب خارج نطاق المفصل، ليصل إلى أعضاء الجسم المختلفة، وبناء على ذلك يعتبر مرض الروماتويد مرض جهازي أي أنه تأثيره يفوق التأثير الجهازي الموضعي، وينتقل إلى أجهزة الجسم الأخرى.
فما هي أعراض مرض الروماتويد؟وما هى أسبابه وعوامل خطر الإصابة به؟ و ما هي الخيارات العلاجية الممكنة؟ كل هذا ستجد جوابه في المقال أسفله.
كيف تعرف انك مصاب بالروماتويد؟
تشمل علامات وأعراض الإصابة بالروماتويد ما يلي:
الأعراض الأولية
تظهر العلامات والأعراض أولا في المفاصل الصغيرة ، وغالبا ما يتسبب التهاب المفاصل الروماتويدي في حدوث مشكلات في عدة مفاصل فى وقت واحد. فهذا المرض يصيب في أغلب الحالات المفاصل الصغيرة مثل مفصل المعصم ، كف اليد و الكاحل ،والقدمين
ومع تقدم مرض الروماتويد ، قد تظهر الأعراض أيضا في الكتفين والمرفقين والركبتين والوركين والفك والرقبة.
الأعراض الشائعة
تشمل أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي:
- الم المفاصل؛
- تورم في المفاصل.
- حساسية المفاصل للمس.
- احمرار وتورم في راحة اليد.
- نشوء نتوءات تحت الجلد على الذراعين.
- عياء.
- شعور بالتيبس في الصباح يستمر لمدة 30 دقيقة على الأقل.
- الحمى.
- فقدان الوزن.
حدة وشدة الأعراض
تختلف علامات وأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي في شدتها ويمكن أن تظهر في بعض الأحيان ثم تختفي، تسمى الفترات التي يكون فيها المرض أكثر نشاطا نوبة أو انتكاسة ، مقارنة بفترات الهدوء النسبي عندما تخف الأعراض أو حتى تختفي ، مثل: تورم،الم،اضطرابات النوم،الهزال.
ما هي أسباب مرض الروماتويد؟
يعد مرض الروماتويد اضطرابا مناعيا ذاتيا ، بمعنى أنه يحدث عن مهاجمة الجهاز المناعي لأحد أعضاء الجسم عن طريق الخطأ، وفي حالة التهاب المفاصل الروماتويدي على وجه الخصوص يتمثل الخطأ الحاصل بمهاجمة الجهاز المناعي للغشاء الزليلي المحيط بالمفصل المتأثر، مما يؤدي لالتهاب الغشاء الزلالي وازدياد سمكه، الأمر الذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير الغضاريف والعظام في المفاصل المتأثرة بالالتهاب، كما تضعف الأربطة والأوتار التي تربط أجزاء المفصل معا تدريجيا، و بالتالي يفقد المفصل شكله و نسقه الطبيعي.
ما هي عوامل خطر الإصابة بمرض الروماتويد ؟
ذكرنا أن سبب مرض الروماتويد هو قيام الجهاز المناعي بمهاجمة الغشاء الزليلي في المفاصل ، وعلى الرغم من أن السبب الكامن وراء هذا الاضطراب المناعي غير معروف حتى الآن ، فقد تمكن العلماء من تحديد العديد من عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي المتطور، وفيما يلي قائمة لبعض منها:
الجنس:تعد النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بمرض الروماتويد.
العمر: يمكن أن يصيب هذا المرض الأشخاص من مختلف الفئات والمراحل العمرية ، لكن الإصابة به تبدأ عادة في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40-60 عاما.
تاريخ العائلة: وجود تاريخ عائلي من التهاب المفاصل الروماتويدي يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الروماتويد لدى شخص آخر في نفس العائلة.
التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بمرض الروماتويد ، خاصة إذا كان لدى الشخص عوامل وراثية أو عوامل جينية أخرى للإصابة به ، ويزيد التدخين من شدة أعراض المرض لدى المصابين بهذا المرض.
السمنة: السمنة وزيادة الوزن عوامل خطر إضافية للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
مرض الروماتويد ..ماهي أعراضه ؟ و هل يمكن الشفاء منه ؟
ما هي مضاعفات مرض الروماتويد؟
يمكن أن يؤدي مرض الروماتويد إلى إتلاف المفاصل إلى درجة إضعافها أو حتى تدميرها. ويمكن أن تجعل إصابة المفاصل من الصعب القيام بالمهام اليومية البسيطة ، وفي بعض الأحيان يكون مستحيلا، حيث يتطلب تنفيذ هذه المهام جهدا أكبر من المعتاد في المرحلة الأولى من التهاب المفاصل الروماتويدي .
بمرور الوقت ، قد تنشأ حالة يصبح فيها من المستحيل أداء نشاط معين ، ولكن العلاجات الحديثة يمكن أن تمنع أو توقف تقدمها حتى يمكن أن تستمر في القيام ببعض الأنشطة.
كيف يتم تشخيص مرض الروماتويد ؟
يبدأ تشخيص مرض الروماتويد عادة بالفحص البدني، ويوجه الطبيب أسئلة عن العلامات والأعراض ويفحص المفاصل المتضررة، وبالإضافة إلى ذلك، قد يوصي الطبيب بـما يلي :
1. فحص معدل ترسيب كرات الدم الحمراء
لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي ، يظهر فحص معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (سرعة ترسب كريات الدم الحمراء) ، وهو اختبار يقيس معدل تراكم خلايا الدم الحمراء في عينة من الدم غير المتخثر ، وغالبا ما يظهر نسبة مرتفعة من الالتهاب في الجسم.
2. اختبارات الدم الشائعة الأخرى
فحص وجود أجسام مضادة للروماتيزم مثل العامل الروماتويدي و ببتيدات السيترولين المضادة في الدم.
بشكل عام ، يمكن العثور على العوامل الروماتيزمية ومضادات الببتيدات السيترولين المضادة للحلقة (CCPAPs) في دم مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي ، ولكن ليس في جميع الحالات.
في المراحل المبكرة من مرض الروماتويد، قد يكون وجود هذه المضادات في الدم مؤشرا على زيادة خطر تلف المفاصل، ويمكن أيضا العثور عليها في الأشخاص المصابين بالعدوى المزمنة مثل السل النشط وأمراض المناعة الذاتية الروماتيزمية والذئبة، و متلازمة سجوجرن.
3. فحوصات أخرى
تتضمن ما يلي: فحص السوائل في المفصل،وتصوير الأشعة السينية.
هل يمكن الشفاء من مرض الروماتويد؟
لا يوجد علاج نهائي لمرض الروماتويد ، ولكن يعتبر العلاج في المراحل المبكرة قبل تفاقم الأعراض هو إحدى الطرق لمنع حدوث المضاعفات ، ويشمل علاج مرض الروماتويد ما يلي:
العلاج الدوائي
يعتمد نوع الدواء الدي يستخدم في علاج مرض الروماتويد على شدة الأعراض ومدة الإصابة به ،وبعض هذه الأدوية مذكورة أدناه:
العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات: تقلل هذه الفئة من الأدوية الإلتهاب وتسكن الآلام المصاحبة لها ، ومن الأمثلة على ذلك: الإيبوبروفين والنابروكسين.
الستيرويدات: بما في ذلك الكورتيكوستيرويدات ، على سبيل المثال: بريدنيزون ، حيث تقلل هذه الأدوية من الألم والالتهابات وتقلل من ضرر المفاصل ، وعادة ما يصف الأطباء الستيرويدات لعلاج الأعراض الحادة ولفترات قصيرة فقط.
الأدوية المعدلة للروماتويد: تعمل هذه الأدوية على إبطاء تطور المرض وتحمي المفاصل من التلف الدائم . وتشمل الآثار الجانبية لاستخدامها ضرر في الكبد ، و تثبيط نقي العظم ، وعدوى الرئة.
الجراحة
في حالة فشل العلاج الدوائي في منع أو تقليل ضرر المفاصل، يتم أخذ الجراحة بعين الاعتبار لإصلاح ذلك الضرر، وتقليل الألم. واستعادة القدرة الوظيفية لأعضاء الجسم، وتتضمن جراحة التهاب المفاصل الروماتويدي واحدا أو أكثر من الآتي:
- استئصال الغشاء الزليلي: في هذه الجراحة ، يتم إزالة غشاء المفصل الملتهب.
- إصلاح الوتر: يصلح الوتر الممزق أو المفكوك نتيجة عملية الالتهاب.
- اندماج المفصل: يتم إجراء هذه الجراحة ، التي يتم فيها دمج مفصلين متتاليين ، عند الضرورة القصوى لتثبيت المفصل ، أو دعم ثباته ، أو تخفيف الآلام الشديدة.
- استبدال المفصل: يتم إزالة الأجزاء التالفة من المفصل واستبدالها بأجزاء صناعية مصنوعة من المعدن والبلاستيك.
العلاجات الطبيعية
يمكن استخدام بعض العلاجات الطبيعية للتخفيف من شدة أعراض مرض الروماتويد ، ولكن قبل ذلك يجب استشارة الطبيب. وفيما يلي بعض العلاجات الطبيعية لعلاج هذا المرض :
استخدام الحرارة والبرودة: حيث تقلل البرودة من التورم ، بينما تساعد الحرارة على استرخاء العضلات وزيادة تدفق الدم.
التغذية الرجعية الحيوية: هذه التقنية تعلم الشخص التحكم في العمليات اللاإرادية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم.
تمارين التنفس العميق: فهي تساهم في تقليل التوتر والضغط وبالتالي إرخاء العضلات.
ممارسة النشاط البدني المعتدل: يساعد ذلك في تقليل التورم في المفاصل وتسكين الألم.
العلاج بالتدليك: يمكن أن يخفف التدليك الألم مع تجنب النقاط النشطة.
أسئلة قراء الموقع حول مرض الروماتويد
هناك العديد من الأسئلة على منصتنا حول التهاب المفاصل الروماتويدي ، و سنحاول الإجابة على بعضها في السطور التالية.
خاتمة
و في ختام موضوع اليوم ، أتمنى أن يكون المقال قد نال استحسانكم و رضاكم. وأن تكون تعرفت على أعراض الإصابة بمرض الروماتويد و أسبابه و طرق علاجه.
اذا أعجبك المقال قم بمشاركته مع أصدقائك وعائلتك على وسائل التواصل الاجتماعي ،و قم بزيارة موقع ويكي عناية للإستفادة أكثر من المواضيع التي لها صلة بموضوع اليوم.