يهدف علاج السكري عموما إلى التحكم في معدلات السكر في الدم والحفاظ على استقرارها، فبالرغم من اختلاف الطرق العلاجية التي يمكن اعتمادها بهدف الحد من مضاعفات هذا المرض وذلك حسب كل شخص ،إلا أن الهدف يبقى واحد وهو المحافظة على نسبة قريبة من الطبيعية لسكر الجلوكوز في الدم ، إلى جانب الحفاظ على نسب الدهنيات والكولسترول في نطاقها الطبيعي، وذلك من خلال الموازنة ما بين الغذاء والرياضة والأدوية، ومن هذا المنطلق ارتأينا أن نلخص في هذا المقال أبرز الحلول العلاجية التي قد تساعدك في الحد من ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر في الدم فتابعوا التفاصيل .
ما هو مرض السكري ؟
داء السكري يمكن تعريفه على أنه ظرف صحي شائع يصيب جميع الفئات العمرية ،نتيجة وقوع خلل في عمل الأنسولين ،مما يؤدي الى اختلال نسب الجلوكوز في الدم، إذ يعد الجلوكوز المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، ويتم الحصول عليه من الطعام الذي نتناوله،أما الأنسولين فهو الهرمون الذي يقوم البنكرياس بإنتاجه، ووظيفته مساعدة الجلوكوز على الانتقال من الطعام إلى الخلايا التي تقوم عندئذ باستخدامه لإنتاج الطاقة .
كما تجدر الاشارة الى أن هناك نوعين أساسيين لمرض السكري، وهما السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني، ويعرف مرض السكري من النوع الأول بالسكري المعتمد على الأنسولين، لأنه النوع الذي يفشل فيه البنكرياس في إنتاج الأنسولين ويصيب بالاخص الأطفال والمراهقين ، أما السكري من النوع الثاني، والمعروف أيضا بالسكري غير المعتمد على الإنسولين، فينتج عن عدم قدرة الجسم على الاستجابة بشكل صحيح للإنسولين الذي يفرزه البنكرياس، ويعتبر النوع الثاني أكثر شيوعا ويمثل حوالي 90% من مجموع حالات المرضى المصابين بالسكري في كافة بقاع العالم، ويصيب
البالغين وكبار السن عادة.
كيف يتم علاج مرض السكري نهائيا ؟
في الحقيقة لا يوجد علاج نهائي لمرض السكري إلى حدود الساعة، ولكن في بعض الأحيان قد تختفي الأعراض ويستقر معدل الجلوكوز في الدم، ويتم معرفة ذلك من خلال فحص يسمى بفحص السكر التراكمي وهو اختبار يقيس نسبة الجلوكوز بالدم خلال الثلاثة الأشهر المنصرمة، بحيث تكون قيمته أقل من 6 عند مرضى السكري.
ومن الجدير بالذكر أن تغيير نمط الحياة، مثل: النظام الغذائي والتمرينات قد يساعد على عكس مرض السكري ،بينما
لا توجد علاجات طبية معتمدة للشفاء تماما منه، ومن ابرز الطرق المساهمة في علاج السكري التالي :
تغيير نمط الحياة :
يعد تغيير نمط الحياة وتعديله باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر أولى خطوات العلاج فيما يخص السكري من النوع الثاني، كما وأن تخفيض الوزن لتقريبه من الوزن الطبيعي للمصاب يعد أساس العلاج، فحسب دراسة تم نشرها سنة 2010 ، تفيد بأن زيادة المجهود البدني والرياضة إضافة إلى تخفيض الوزن من الممكن أن يخفض احتمالية خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة قد تصل إلى 58%.
ويمكن تفسير هذه العلاقة ما بين النوع الثاني من السكري ونمط الحياة بأن هذا النوع من الأمراض ليس مرض
مناعة ذاتية كما هو الحال في مرض السكري من النوع الأول، وبالتالي فإن هناك العديد من
العوامل والعادات اليومية للأشخاص التي من الممكن أن تؤثر عليه.
الغذاء الصحي والمتوازن :
يقصد بالغذاء الصحي اتباع نظام غذائي متوازن يشمل مختلف أنواع الأغذية، من الكربوهيدرات، والبروتينات ، والدهون ،
بما يناسب حالة المريض، ووزنه، وتفضيلاته الشخصية في نوعية الطعام، إذ يساعد هذا التوازن في الغذاء
على استقرار نسب الجلوكوز في الدم، وبشكل عام، ينصح بتناول 3 وجبات رئيسية صغيرة
الحجم على مدار اليوم يتخللها 3-4 وجبات خفيفة.
كما تجدر الإشارة إلى ضرورة متابعة كمية الكربوهيدرات المستهلكة يوميا لما لها من دور رئيسي في التحكم
بنسب السكر في الدم، ويعد من الضروري تجنب استهلاك الأطعمة المحتوية على الدهون المتحولة،
وألا تزيد نسبة الدهون المشبعة عن 7% من الطعام المتناول.
تخفيض الوزن :
في الحقيقة، يعاني العديد من مرضى السكري سواء من النوع الأول أو الثاني من الوزن الزائد أو السمنة، وإن المباشرة بالإجراءات الضرورية لفقدان الوزن لهو أمر في غاية الاهمية لما له من فوائد عدة سواء جسديا او نفسيا بالنسبة للمريض، وحقيقة يختلف الوزن المثالي ما بين مصاب وآخر باختلاف العديد من العوامل ومنها مؤشر كتلة الجسم المعتمد على وزن الشخص مقارنة بطوله.
وحسب مجموعة من الأبحاث والدراسات إن هناك علاقة طردية ما بين فقدان الوزن وتحسن الحالة الصحية العامة
للشخص ،حيث أن فقدان جزء من وزن الجسم يساعد بشكل كبير على تحسين ضغط الدم،ونسب
الكولسترول في الدم، وبالتالي التقليل من احتمالية الإصابة بالعديد من المضاعفات
الصحية كأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ممارسة التمارين الرياضية :
عادة ما ينصح الأطباء والمختصون بممارسة التمارين الرياضية خصوصا التمارين الهوائية كالمشي وركوب الدراجة الهوائية لجميع الفئات العمرية دون استثناء، وبالأخص مرضى السكري ، لما لذلك من فوائد صحية عديدة على صحتهم عموما، لكن هذا لا يعني ممارسة التمارين بشكل عشوائي ، بل يجدر بالمريض استشارة الطبيب قبل مباشرة هذه التمارين للتأكد من تناسبها مع حالته المرضية، ومع ذلك ينصح بشكل عام اختيار نشاط رياضي يستمتع به الشخص، وذلك لتحفيزه على ممارسته بشكل روتيني، بالإضافة لتجنب القيام بالأعمال غير المنشطة كمشاهدة التلفاز لفترات طويلة ومتواصلة.
أسئلة زوار الموقع حول موضوع علاج السكري :
مع كل ما ذكرناه سابقا من معلومات حول موضوع علاج السكري ،احببنا ان نخصص الفقرة الأخيرة من مقالنا
للإجابة عن جل الأسئلة التي استفسر عنها العديد من زوار موقعنا ويكي عناية ،والتي سنجيب
عن كل واحدة منها على حدى في السطور التالية :
خاتمة :
وفي الختام ،نرجو أن يكون هذا المقال والذي تضمن بين طياته على كل ما قد يفيدك فى التعرف على الطرق المساهمة في علاج مرض السكري والحد من المضاعفات التي قد تترتب عنه، والتي قد تتسبب في مشاكل صحية لا تعد ولا تحصى .
نرجو من قلبنا الخالص ان ينال هذا المقال اعجابك واستحسانك ولا تنسى مشاركته مع رفقائك وزملائك على منصات التواصل الاجتماعي فايسبوك و انستغرام وتويتر، ولقائنا يتجدد في موضوع آخر على منصتنا ويكى عناية إن شاء الله.